وصل طفلك المتهادي الآن إلى عمر السنتين تقريبًا، لذا حددي أيامًا للاستمتاع خلال الأسابيع القليلة الأخيرة قبل انتقاله إلى عيد ميلاده التالي، فهذا هو العمر والمرحلة حيث تبدأ تظهر على محياه بعض بوادر المعارضة، مما يجعل الوالدين يتساءلون عن الخطب الذي ألمّ به. يتميز جميع الأطفال المتهاديين بسرعة الانفعال ويتمتعون دائمًا بطاقة استكشافية، فقد تنتاب الأطفال نوبة من الانفعال والغضب في جزء من الثانية، ولكن سرعان ما يعودون إلى هدوئهم بنفس القدر من السهولة. وحاولي ألا تجعلي مزاج طفلك هو ما يوجه استجابتك، حيث سينظر إليك طلبًا للمساعدة في تنظيم مشاعره ومحاولة تفسيرها، وكلما شعر طفلك بالهدوء والاطمئنان والدعم، تعلم عدم الاكتراث لشعوره طالما كنتِ موجودة لأجله.
على كل أم تخصيص بعض الوقت لنفسها يوميًا، فعلى الرغم من صعوبة ذلك، إلا أن تخصيص حتى ولو نصف ساعة يوميًا للقيام بنشاط ممتع من شأنه أن يجدد نشاطك؛ لذا، اذهبي في نزهة أو اقرئي كتابًا أو تكلمي مع أحد صديقاتك عبر الهاتف، أو رفهي عن نفسك بأي طريقة أخرى، فكل ما في الأمر هو الاهتمام بنفسك كما تهتمين بطفلك.
النمو والتطور
أصبح طفلك الصغير الآن في نصف مستوى الطول الذي سيصل إليه عندما يكبر، حيث تمر عظامه الطويلة بتغيرات مستمرة تبعًا لنضجه، لذا تأكدي من أنه يحصل على القدر الكافي من الغذاء لأن ذلك يغذي نمو عظامه. ولا تقلقي إن كانت ساقا طفلك الذي بعمر الثلاثة وعشرين شهرًا مقوستين، حيث إن معظم الأطفال الصغار تستقيم سيقانهم بين الشهر الثامن عشر والسنتين، بل إنها لا تتخذ شكلها الدائم إلا بعد بلوغ الطفل السنة السابعة تقريبًا.
قد يبدو مظهر وجه طفلك الصغير الآن غير مكتمل النضج، حيث إن عيناه وأنفه وفمه ما زالوا متمركزين في النصف الأسفل من وجهه، ولذا يبدو وجهه رقيقًا لدرجة تجعلك أحيانًا عاجزة عن رفض طلباته. وإن حدث وشعرت بالرغبة في حمله وتقبيله فافعلي ذلك، فالسبب وراء ذلك هو أن الطبيعة قد حبت الطفل بمظهر جذاب جدًا لك بالرغم من أن سلوكه أحيانًا قد يجعلك غاية في الاستياء.
تأكدي من أن حذاء طفلك ما يزال يناسب قدمه وبأن قدمه لم تصبح أكبر من الحذاء، ومن الطرق المثالية لمعرفة مقاس الطفل هي الصنادل، بخلاف الأحذية المغلقة والجزم فهي صعبة بعض الشيء، وعندما تقومين بشراء حذاء جديد، عليكِ البحث عن حذاء نعله ليس قاسيًا، فمن المهم أن يكون الحذاء مرنًا لضمان أن يكون ثابتا بقدمه.
من الأشياء المهمة أيضًا عند البحث، الكعب المغلق وأحزمة الأحذية القابلة للتعديل والمواد الطبيعية وفتحات التهوية، فعند شراء حذاء جديد، ابحثي عن الحذاء الذي به مسافة بين طرف الحذاء الأمامي وأطراف أصابع قدم الطفل بعرض إبهام اليد، وبرغم أن شراء حذاء كبير على أمل أن يناسبه عندما تكبر قدماه قد تكون فكرة موفرة للمال، إلا أنه يجب الانتباه إلى نقطة أن اختيار حذاء كبير جدًا يعرضه لخطر الانزلاق.
اللعب والتفاعل
وفري لطفلك مجموعة متنوعة من الألعاب المصنوعة من مواد مختلفة، ونظرًا لأن وجود أكوام بلاستيكية منتشرة في المنزل هو أمر لا يُرضي الحس الجمالي لأي شخص، فتملك الألعاب الخشبية والمصنوعة من المواد الطبيعية ملمسًا مختلفًا، وهي غالبًا ما تكون أكثر بساطة في التصميم والمواد، لذا شجعي طفلك الصغير على الإبداع واستخدام المواد المصنوعة من مصادر طبيعية في لعبه، فإن البذور والأوراق والأعشاب أو حتى الريش تقدم تجربة رائعة للعب. وسينظر إليك الطفل لموافقتك على لعبه بالأشياء المختلفة التي يعثر عليها بالخارج، فشجعيه في التصرف بطبيعته الصغيرة في رحلاته الاستكشافية.
اعثري على ألعاب تحقق التوازن بين التفاعل واللعب الفردي، فحتى في هذا العمر الصغير يتعلم طفلك أشياء تسليه وتنشط عقله، وإن كان لديك طفل آخر فمن المؤكد أنهما سيلعبان مع بعضهما البعض من تلقاء أنفسهم، كما يقوم الأطفال بالنظر إلى والديهم للحصول على تحفيزهم المستمر والاستفادة من مهارات التعلم في اللعب الذاتي.
ما يمكنكِ توقعه في هذا الشهر
استعدي لأوقات لعب وتحدث أكثر ابتكاراً خلال هذا الشهر، لأن طفلك الصغير سيكون قادرًا على تركيب بعض الكلمات وإجراء المحادثات، وستكون لديك بعض الأوقات التي يمكنك فيها التحدث معه وإخباره ببعض المفاهيم البسيطة، وسيكون قادرًا على أن يفهم منكِ أكثر، لذا شجعيه على ذلك، وقد تفاجئك قدرته على الحفظ وتذكر الأشياء. اعلمي أن هذا العمر هو عمر الاكتشاف والمغامرة، لذا فلا بد وأن يشترك طفلك في أعمال تتسم بالشقاوة، وعليك الانتباه إلى الرسائل التي تمررينها للطفل وحاولي ألا تكوني سلبية.
بالطبع سيكون هناك بعض الأيام التي تبدو فيها تربيتهم أسهل شيء فعلتيه، ولكن هناك أيام ستشكك في قدرتك على ذلك، ولا تُعد الأمومة سباقًا، لذا وفري جهدك وتطلعي إلي حياة سهلة.
سينبهك طفلك الصغير عندما يستيقظ من النوم في الصباح، لذا فلا تفكري في النوم لفترة طويلة، وإن كنتِ مستلقية على السرير، سينظر إليك ويحاول أحيانًا تسلق السرير لعناقك. وقد تكون هذه فترة ممتعة في اليوم عندما يكون الطفل دافئا ومرتاحا في النوم ثم يستيقظ لليوم بنفسه، فإن كان وقتك يسمح، فاستغلي هذه الفرصة بأفضل شكل، وتحدثي معه بعض الشيء حول ما يريد أن يفعله في يومه وما حلم به في نومه وما يرغب في تناوله على الفطور.
الغذاء والتغذية
ما يزال طفلك الصغير بحاجة إلى إقناعه للجلوس عند الأكل، وهذا يعني استخدام كرسي مرتفع أو وضع كرسي أطفال بجوار مائدة الطعام، ولن يتحمل الطفل البقاء جالسًا لوقت طويل، فتجنبي تأخير تقديم الطعام له، وإن لم يكن جائعًا أو كان لا يرغب إلا في تناول القليل من الطعام فتفهمي ذلك وانهي الوجبة، وحاولي ألا تركزي على مقدار ما أكله في كل وجبة بمفردها، ولكن ركزي على إجمالي ما أكله على مدى اليوم أو اليومين.
من الطبيعي للأطفال الصغار أن يختلف مقدار تناولهم للطعام وأن يمروا بفترات من عدم الرغبة أو الحاجة إلى الأكل الكثير، واجعلي طفلك يختار ما بين الأطعمة الصحية فقط وفكري فيما يدعم نمو جسمه، واقرئي ملصقات الأطعمة واعرفي محتويات الطعام، وحاولي تقليل الأطعمة المغلفة أو الأطعمة المصنعة قدر الإمكان.
إن كان طفلك في هذه المرحلة العمرية غير حريص على شرب اللبن، فقدميه له في صور بديلة، كالحليب الذي في صورة جامدة مثل الزبادي والجبنة والأيس كريم، فهم من المصادر الجيدة للكالسيوم والفسفور، واخلطي الجبنة المبشورة بالخضروات التي يتناولها وأضيفي القليل من الزبدة إلى وجباته، أو قومي بفرد بعض الجبنة الكريمية على شطيرة من الرقائق، ويُعد أيضًا السمك ذو العظام القابلة للأكل والخضروات الطازجة من المصادر الجيدة للكالسيوم.
حافظي على صحة طفلك
احتفظي بمنشفة طفلك الصغير بعيدًا عن مناشف باقي أفراد الأسرة، وتأكدي من أنه يعرف المنشفة الخاصة به، واجعليه يعرف فرشة الأسنان الخاصة به ويميزها عن طريق لونها. لا تشاركي مخدات أو ملاءات سرير طفلك مع الآخرين واحرصي على اتخاذ الاحتياطات المنزلية اللازمة للحد من انتقال العدوى بين أفراد الأسرة.
إن كان طفلك الصغير مريضًا وتحسن الآن، فاستبدلي فرشاة أسنانه وغيري ملاءة سريره واغسلي أي ألعاب لعب بها.
إن كان وُصف له مضادًا حيويًا، فمن المهم إكمال فترة العلاج كاملة لتجنب الإصابة بالأعراض مرة أخرى، واحتفظي بأدوية الباراسيتامول في المنزل لتجنب عناء البحث في وقت متأخر من الليل عن صيدلية مفتوحة.
إن كان طفلك يتعلم الجلوس على المرحاض، فعلميه كيف يستخدم السيفون، وكذلك كيفية غسل يديه بعد ذلك، ويكفي استعمال الصابون المنزلي العادي في غسل اليدين، وليس من الضروري استخدام غسول أو صابون اليد المقاوم للبكتريا في الظروف العادية.
نصائح عامة
• العبي مع طفلك الألعاب التي تتطلب التوصيل بين الأشياء وتجميع أشياء متشابهة مع بعضها.
o التعرف على التشابهات تأتي مع العمر والممارسة وهي مهارة مستمرة مدى الحياة.
• تحدثي وغني واضحكي مع طفلك في هذا العمر يوميًا.
o حاولي ألا تأخذي الحياة بجدية كبيرة وأن تأخذي الأمور ببساطة، فلن يكترث طفلك بمدى نظافة المنزل، ولكنه سيلاحظ سعادتك.
• إن كان طفلك يذهب لحضانة الرعاية النهارية، فتعلمي كيف تكونين منظمة.
o تجنبي الاستعجال بالنهار المبكر من خلال تحضير الملابس قبلها بليلة مسبقة، وشراء وعاء طبخ بطيء أو أي تكنولوجيا متاحة قد تساعدك في ذلك.
• قومي بتقديم طفلك الصغير للأشخاص عند رؤيتهم واحرصي على استماعه.
o قد مرت أيام التحدث بلا مقاطعة، فإن كان طفلك الصغير يرغب في إبداء رأيه فاسمحي له بذلك.
• دونّي الكلام المضحك الذي يقوله طفلك، واحتفظي به في مكان آمن.
o فعندما ستقرئين هذا الكلام في الأعوام المقبلة سينتابك شعور رائع!